يعود أصل تواجد السكان بمنطقة عين السبت حاليا إلى قبيلة ” كتامة ” التي استوطنت بمنطقة جيجل و المناطق الشمالية الشرقية لولاية سطيف ، ثم تفرعت إلى عدة عروش منهم : عرش بني مجالد ، عرش بني فوغال ، عرش بني ورزالدين …. إلخ ، و التي انبثق عنهم سكان منطقة عين السبت حيث استوطن بها كل من عرش بني فوغال و عرش بني مجالد .
على غرار أغلبية مناطق الوطن عرفت منطقة عين السبت تعاقب حضارات منذ القدم و ما دل على هذا هو وجود بعض الآثار الرومانية المتواجدة على أرض الواقع بمنطقة عين جوهرة بالإضافة إلى وجود الحكم العباسي و تواجد الفاطميين و ما عايشوه من حقبة زمنية و ما يصطلح على منطقة عين جوهرة هو نسبة إلى قائد الجيش الإسلامي جوهر الدين الصقلي إبان إمارة الفاطميين بمنطقة إقجان ( بني عزيز حاليا ) .
في 15 ديسمبر 1848 سقطت ولاية سطيف كغيرها من المدن الجزائرية في يد الاحتلال الفرنسي ، بقيادة الجنرال ” غاليو ” ، و كان اهم ما ميز هذه الفترة المجزرة الرهيبة التي اقترفها الاستعمار و التي ذهب ضحيتها الآلاف من الشهداء المطالبين بحقهم في الاستقلال ، و التي عرفت فيما بعد بأحداث 08 ماي 1945 م حيث كانت الدافع الكبير لاندلاع حرب التحرير سنة 1954م.
لقد ساهم سكان منطقة بني مجالد ” عين السبت حاليا ” في هذه الحرب ، و هذا راجع للموقع الجغرافي الذي تتميز به المنطقة، فهي نقطة عبور و الممر الرئيسي للمجاهدين نحو دولة تونس الشقيقة لجلب السلاح ، و نظرا لتضاريس المنطقة الجبلية تم انشاء مراكز للقيادة بترابها و حاولت الادارة الفرنسية أثناء الحرب التحريرية خنق الثورة و ذلك بإقامة حواجز بالطرقات و إقامة مناطق محرمة لما تتوفر عليه من مسالك جبلية وعرة ، بها عدة مراكز للذخيرة و المؤونة و التدريب و أخرى لعيادات استشفائية.
عرفت عين السبت مظاهرات 08 ماي 1945 بمنطقة الأربعاء ( بلدية عين السبت ) حيث كان ينظم بها السوق الأسبوعي و المركب الهاتفي للخدمات الاجتماعية و الذي كان مؤجر لبعض اليهود من طرف الإدارة الاستعمارية آنذاك ، و نظرا للوعي السياسي و الاجتماعي لأهل المنطقة المطالبين بالاستقلال و رحيل المستعمر الذي لم يف بوعده أثناء انتصار دول الحلفاء على الجيش النازي ، أثارت موجة غضب لدى المواطنين مما أدى إلى قتل بعض حراس الغابات من الفرنسيين و كان رد المستعمر الغاشم في جرائمه بالتنكيل و القتل و الإبادة الجماعية و قصف القرى و المداشر، بالإضافة لسياسة التجويع و القمع المسلط ، مما أدى إلى انتشار الأوبئة و الأمراض و الفقر و الهجرة الجماعية إلى أماكن آمنة على غرار كافة مناطق الوطن إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية المجيدة التي عرف فيها الشعب الجزائري كيف ينتصر بالدفاع عن الوطن حتى الاستشهاد .
01- مجزرة جنان السبع –قنطرة زنقروط :
وقعت شمال بلدية عين السبت دائرة بني عزيز بتاريخ 20 ماي 1945 ، استشهد فيها 20 مجاهدا حيث حكم على 21 مواطن بالإعدام و تمكن المدعو: موزالي العربي من الفرار ، و تم نقل الاسرى على متن شاحنة عسكرية مقيدين من بني عزيز و دوار عرباون الى المكان المذكور أعلاه بحيث أرغموا على حفر الخندق بأمر من الجيش الفرنسي ثم اعدموا جماعيا رميا بالرصاص و تم سجن 07 مواطنين و حرق 60 منزلا بدشرة أولاد مسعود و 45 منزلا بدشرة الزعايوية
02- مجزرة ثنية الخرشف :
حدثت غرب بلدية عين السبت دائرة بني عزيز بتاريخ 29 ماي 1945 ، استشهد فيها 31 مجاهدا حيث ثم نقل المواطنين مقيدين على متن شاحنة عسكرية من شعاب الزكار إلى المكان المذكور و ارغموا على حفر خندق بأنفسهم و أعدموا جماعيا رميا بالرصاص بعين المكان ، و سجن 08 مواطنين و أحرق 45 منزلا بأولاد أحسن و 05 منازل بأجليدن .
03- مجزرة دار بن علاوة بقنطرة واد أمالو جبل والبان بقرية العرايسية عين السبت :
يوم 11 ماي 1945 ، وقعت على الساعة الرابعة مساء عندما حكم على 23 مواطن من بينهم امرأة بالإعدام جماعيا رميا بالرصاص بعين المكان
ــ / شهود عيان من المنطقة:
- العربي عزوز
- العربي جامعي
- محمد البشير عزوز
ــ / المحكوم عليهم بالاعدام و السجن المؤبد :
- العربي عزوز
- العربي جامعي
- محمد الطاهر طوبال
- أحمد حريدي
- بوجمعة بوقريصة
01 – معركة عين السطاح مركز الجيش الفرنسي سنة 1956 :
في هذا المركز الخاص بحراس الغابات الفرنسيين و في سنة 1955 ثبتت فرنسا به كتيبة من الجيش الفرنسي مهمتها التجسس على المجاهدين الذين كانوا يعبرون المنطقة باتجاه تونس لجلب السلاح ، و عليه قرر مسؤولو جيش التحرير الوطني للمنطقة و هم : عز الدين بن مبارك ، سي سليمان ، بوعروج السعيد الخطابي ، أن يضعوا حدا لهذه الكتيبة و هذا المركز ليتم محاصرتهم لمدة 20 يوم أضطر خلاله الجيش الفرنسي لتموين المركز بالمواد الغذائية عن طريق الطائرة التي أصبحت تغنم من طرف جنود جيش التحرير الوطني ، و في 20 أوت 1956 حدث ما لم يكن يتوقعه الجيش الفرنسي عندما أسقط المجاهدون هذه الطائرة بعد إصايتها برشاش 30 أمريكان ، فسارعت فرنسا لتطويق المكان بقوات إضافية ، لكن بعد فرار المجاهدين ، و سجلت المنطقة ذاتها معركة ثانية بتاريخ 10 أوت 1957 ، إثر اكتشاف العدو الفرنسي لاجتماع حضره 358 مجاهدا من أعضاء الناحية و الأقسام للدواوير ، منهم البشير قصاب ، خلفهوم أحمد ، مخيلف أعمر ، محمود الروجي ، بن جاب الله السعيد المدعو لاندوشين .
02 – معركة جبل سيدي صالح او هجوم الجنرال شال :
وقعت بتاريخ 26 نوفمبر 1960 على الساعة الثامنة صباحا و انطلاقا من ثلاث جبهات بمعدل فرقة لكل جبهة ، دامت المعركة حوالي يومين كاملين تحت وقع حصار شديد و دوي الطائرات المقنبلة من نوع 26/29 بهدف القضاء التام على مسؤولي الثورة بالمنطقة و هم أعضاء الولاية الثانية : حسين رويبح ، بن طوبال السعيد ، بن الشيخ لحسن … ففي اليوم الأول تمكن العدو الفرنسي من قتل هؤلاء الأعضاء المطلوبين و تم نقل جثثهم من طرف قوات العدو الفرنسي الى مدينة جيجل على متن طائرة عمودية بالاضافة الى استشهاد 17 مجاهدا . و في اليوم الثاني حاول الجيش الفرنسي القضاء على من بقي من المجاهدين و الاستحواذ على جهاز الارسال الذي كان بحوزتهم إلى أن بسالتهم أحبطت محاولاته رغم استشهاد 06 مجاهدين جدد ، أما خسائر العدو في هذه المعركة فتمثلت في مقتل 70 عسكريا فرنسيا و جرح عدد كبير منهم .